آخر تحديث: الثلاثاء, 09 يوليو 2024

المركز يقدم خبرات نوعية من خلال تطبيق البرنامج الوطني لصعوبات التعلم

الاثنين, 26 سبتمبر 2016

يأتي هذا التوجيه ضمن أهتمام سموه المتواصل بضرورة خلق بيئة تعليمية مساعدة لجميع الطلاب ومراعاة إختلاف قدراتهم الذاتية والعمل مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص على إيجاد آليات متطورة لدمجهم ضمن المنظومة التعليمية والتي قطعت المملكة العربية السعودية أشواطا كبيرة وإنجازات عديدة في جميع المراحل التعليمية على مدى السنوات الماضية.

وفي هذا الإطار، يقوم المركز وبالتعاون مع وزارة التعليم ومركز تقويم وتعليم الطفل في دولة الكويت، وخبراء دوليين من جامعة هارفارد، وخبراء محليين من جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك سعود، بتنفيذ برنامج صعوبات التعلم، وهو إحدى البرامج الوطنية التي يقدمها المركز ضمن برامجه العلمية والبحثية بدعم ومساهمة العديد من الجهات الحكومية والخاصة.

وتعد صعوبات التعلم من الإعاقات الخفية التي يختلط على كثير من المربين أو المختصين اكتشافها خاصة في مراحلها المبكرة، فضلا عن تشخيصها بالشكل الذي يحقق أهداف عملية الكشف والتدخل المبكر ويحد من الأثار السلبية المترتبة على الإعاقة بشكل عام وعلى تأخر اكتشافها بشكل خاص، فالتلميذ ذو صعوبة التعلم يبدو طبيعيا في مظهره الخارجي، ولا تبدو عليه الكثير من الاختلافات تميزه عن أقرانه العاديين غالبا والتي يمكن أن تعزى إلى أحد أسباب الإعاقات النمائية الأخرى مثل التأخر العقلي أو التوحد او اضطرابات النطق والكلام على سبيل المثال، إلا أنه يعاني من اضطرابات نمائية نفسية مرتبطة بقدرته على التعلم والتي تؤثر على العمليات التعليمية الأساسية كالرياضيات أو القراءة أو الكتابة، وبالكشف والتدخل المبكر يمكن تلافي الأثار السلبية للإعاقة والحيلولة دون تدهور مستقبل الطفل النفسي أو الأكاديمي.

وقد حمل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة على عاتقه دائما المبادرة إلى دعم قضايا وأبحاث الإعاقة ، فقام بإطلاق البرنامج الوطني لصعوبات التعلم والذي يؤدي أدوارا مؤثرة وبإحداث نتائج ايجابية فارقة من خلال برامجه ومشاريعه المتعددة ، والتي تغطي جوانب التشخيص والتقييم للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم وجوانب التدريب الذي يستهدف معلمي التعليم العام المعنيين بملاحظة أي اختلافات مبكرة تظهر على الطفل بسبب صعوباته التعليمية ، وكذلك فيما يتعلق بتدريب المختصين والمهتمين على آخر أحدث ما توصلت إليه نتائج الأبحاث العلمية العالمية، بالإضافة إلى تطوير البرامج التقنية والتدريسية التي من شأنها الارتقاء بقدرات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم واستغلال نقاط القوة لديهم ومعالجة جوانب القصور الناتجة عن وجود مجموعة الاضطرابات النمائية المسببة لصعوبات التعلم.

وتمشيا مع أهداف الخطة الاستراتيجية البحثية لمركز الملك سلمان لأبحاث الاعاقة، قام المركز بتقنين مجموعة من المقاييس والأدوات التشخيصية ذات المصداقية، والملائمة لبيئة المملكة العربية السعودية بشكل يتلافى مشكلات اللغة الثانية والتحيز الثقافي الذي ينتج عن تطبيق مقاييس واختبارات أجنبية غير مقننة على البيئة السعودية مما يؤدي إلى نتائج تشخيصية تفتقر إلى الدقة والمصداقية.

وتعد مشاريع تقنين الاختبارات والمقاييس التي يعنى بها المركز من خلال برنامجه الوطني لصعوبات التعلم أحد أكثر برامج التشخيص والتقييم تطورا وسبقا في العالم العربي فهي تغطي كل مجالات تشخيص صعوبات التعلم كل على حده، مثل اختبار المعالجة البصرية – الهجائية واختبار المعالجة الصوتية واختبارات القراءة وقد أنهى البرنامج تقنين اختبار الوعي الصوتي، وقام بتدريب المختصين على تطبيقه واستخدامه في تشخيص التلاميذ لا يزال يعمل على انهاء تقنين بقية الاختبارات بما فيها اختبار الذاكرة العاملة ويتوقع انهاء تقنين جميع الاختبارات في عام 2018.

استفاد من مجموعة برامج التدريب المعنية بتدريب معلمي التعليم العام الاف المعلمون والمعلمات في مختلف مدارس المملكة العربية السعودية شرقا وغربا ، وشمالا وجنوبا للتعاطي مع واقع الاحتياج إلى معلمي ومعلمات صعوبات التعلم في مدارس المملكة والذي يزيد عن عشرين الف معلم ومعلمة وفق آخر إحصائية قام بها مركز الملك سلمان لأبحاث الاعاقة في 2010 م ، فقام بتدريب المعلمين على مفاهيم وصعوبات التعلم ، وعلى استخدام الاستراتيجيات التدريسية التي تعمل كحلول مباشرة للتعامل مع هذه الصعوبات وذلك من خلال مراحل تدريبية ينتقل فيها المعلم من مرحلة إلى أخرى بعد اجتياز المرحلة الأولى والتي تؤهله إلى مرحلة جديدة أكثر تقدما ، وذلك باستخدام حقائب تدريبية طورها المركز وفق أسس علمية محكمة، هذا بالإضافة إلى الإصدارات العلمية الأخرى التي يراعاها البرنامج و التي يستفيد منها الأهالي والمختصين تحت عناوين بحثية او علمية حديثة.

ويدرك مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة منذ وقت مبكر أهمية دور التقنية في العصر الحديث، لذلك عنى بتسخيرها وتطوير استخداماتها لأهداف التدريس، ولأهداف التوعية والوقاية التي يستفيد منها الأهالي وعامة أفراد المجتمع باستخدام التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية بشكل يسهل وصوله إلى أيدي جميع أفراد المجتمع ايمانا بأن الوقاية قبل العلاج.

ولم يقف اهتمام المركز بالمراحل المبكرة لصعوبات التعلم بل امتد ليشمل الشباب واليافعين من ذوي الصعوبات الأكاديمية فتبنى برنامجا للتأهيل الجامعي للطلبة ذوي صعوبات التعلم، يعمل على استغلال نقاط القوة والتمييز في مهاراتهم وامكانياتهم حتى تستغل تلك الإمكانيات بنهضة الوطن وخدمة المجتمع بدلا من كونها طاقات مهدرة تحت غطاء الصعوبات التعليمية، وكان برنامج التأهيل الجامعي بالمشاركة مع كلية بيكون في ليسبيرج بولاية فلوريدا والتي تعد من الكليات القليلة في الولايات المتحدة توفر برامج البكالوريوس لذوي صعوبات التعلم.

وفي مرحلة أولية عمل المركز على الحاق مجموعة من الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية ببرنامج صيفي مكثف لتطوير مهاراتهم وتهيئتها لتقلي برامج أكثر تقدما، وبذلك يكون قد أعطى الطلاب فرصة تجربة الحياة داخل الحرم الجامعي وتم تكليفهم بالمسؤوليات والمهام التي يقوم الفرد العادي والناضج بصفتهم شباب بالغين ومستقلين وذلك بمساعدة شباب من جامعة بيكون يمثلون مصدرا عظيما لقيم الأخوة والصداقة الإنسانية.

ويعمل المركز حاليا على تطوير باقة من البرامج في مجال صعوبات التعلم صفتها الأساسية التميز وتحقيق اعلى المستويات العلمية بمعايير جودة عالمية في مجال صعوبات التعلم ومجالات التدريب والمشاريع الأكاديمية الأخرى.

آخر الأخبار

f
فيديو لقاء الدكتور بدر بن سعد الهجهوج المدير التنفيذي في…
الأمير سلطان يصافح الدكتور بندر العيبان
الأمير سلطان بن سلمان يوقع مذكرة تفاهم بين المركز وهيئة…
2
شراكة تقنية لتقديم الدعم التقني والتطوعي