اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه: التشخيص والعلاج

يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر الاضطرابات العصبية السلوكية شيوعا عند الأطفال.وهو أحد الاضطرابات المزمنة التي تظهر في سنوات الدراسة أكثر من غيرها , كما أنه أكثر الاضطرابات الذهنية التي تصيب الأطفال بحثا و دراسة .بالرغم من أن الأسباب الدقيقة للاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لم تحدد بعد. فإن تأثير العوامل البيئية والوراثية أمران ثابتان في الدراسات، وقد أثبتت الدراسات الفيزيولوجية العصبية والدوائية ودراسات تخطيط الدماغ وتصويره أن أنظمة الناقلات العصبية ( الدوبامين والنورإبنفرين ) في القسم الجبهي تلعب دوراً أساسيا في هذا الاضطراب.

و يؤثر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على نمو مهارات الطفل المنزلية والمدرسة والاجتماعية كما أن هذا الاضطراب حالة عضوية المنشأ لافتاً إلى أن الأبحاث التي أجريت في مراكز عالمية تدل على علاقته القوية بالوراثة.

ان تشخيص وعلاج هذا الاضطراب يتطلب مهنية متخصصة حيث أن معظم الحالات تحتاج إلى أدوية مع العلاج السلوكي المكثف وتهيئة البيئة المنزلية والمدرسة ويتطلب ذلك رفع قدرات المعلمين والأهالي للتعامل مع الطفل ومساعدته بدلاً من الإساءة إليه بدنيا ونفسياً.

و قد أثبتت الدراسات ان عدم حصول هؤلاء الأطفال و المراهقين على الخدمات التشخيصية و العلاجية يؤدي إلى مشاكل في تكوين علاقات و ضعف في التحصيل الأكاديمي و فقدان فرص التوظيف و صعوبة في العلاقات الاجتماعية و مشاكل مع القانون و هذا بلا شك عبئ اجتماعي و مالي على الأسرة و الدولة.